• يارا ابتلعت نصف دينار ومستشفى الأمير هاشم بن عبدالله الثاني ينقذها



  • 22/05/2019

    روى السيد عماد عبدالقادر عمرو من سكان مدينة العقبة القصة المأساوية التي عاشها و عائلته بعد أن ابتلعت طفلته يارا ذات الثماني سنوات قطعة نقود معدنية ( نصف دينار ) والتي تم إنقاذها في مستشفى الأمير هاشم بن عبدالله الثاني العسكري 

    وجاء على لسان العمرو : عشت وأسرتي حالة صعبة قد تمر بها أي أسرة ، تحتاج منا الثقة بالله ، وحسن الإتكال عليه ، اضع بين أيديكم ما حصل من باب التوعية للأهل لتجنب ما حصل معنا . 

    أثناء تواجدي بالمسجد وبعد الإنتهاء من صلاة الفجر ، دخل شخص المسجد وتوجة مباشرة إلى إمام المسجد طالبا الإعلان عن إسم شخص لوجود حالة طارئة في منزلة ... كنت أستبعد تماماً أن أكون أنا ... هاتفي في هذا التوقيت كالعادة على وضعية الصامت ... كرر الأمام الإسم على سماعات المسجد ... بدأت أستوعب أنني الشخص المعني بالنداء ، مباشرة نظرت إلى هاتفي ... وجدت العديد من المكالمات من أم طراد ... خرجت مسرعا من المسجد متوجها إلى المنزل بلا وعي ، في مخيلتي فقط أن أبنتي الصغيرة المشاكسة ماريا حصل لها مكروة ... تزامن ذلك مع حضور رجال الدفاع المدني إلى المنزل نتيجة نداء إستغاثة ...

    المفاجأة أن يارا ابنتي – ٨ سنوات - هي المقصودة وليست ماريا ، كانت قد ابتلعت قطعة معدنية " نصف دينار " بعبث مع شقيقتها الصغرى ماريا - أربع سنوات - مما أدى إلى إغلاق مجرى التنفس ،

    صارعت بمساعدة والدتها وبمساعدة رجال الدفاع المدني عادت يارا تتنفس الحياة ، وبعد دقائق بدأ وضعها يستقر ، إعتقدنا أن القطعة المعدنية نزلت إلى المعدة ... شكرت رجال الدفاع المدني وغادروا ، حملت بعدها يارا الى مستشفى الأمير هاشم العسكري - العقبة لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة .

    تم التعامل بسرعة كافية مع الحالة من قبل كوادر المستشفى في قسم الطوارئ ، والمفاجأة وبعد التصوير الإشعاعي ، تبين أن القطعة المعدنية ما زالت عالقة بين مجرى التنفس ومجرى الطعام !!!!

    بعد الصورة كان هناك إجراءات إحترازية ، وبدأت مرحلة أخرى دقيقة من قبل الأطباء للتعامل مع أي طارئ ... تم إدخال يارا مباشرة إلى قسم الأطفال ووضعها تحت المراقبة ... لحين حضور طبيب الإختصاص .

    بعد ساعات تم الكشف الخاص من قبل الطبيب ، وتقرر تحويل يارا إلى عمان لإجراء عملية تنظير لإخراج القطعة المعدنية ... وبدأ التنسيق بين المستشفيات لإستقبالها كحالة طارئة .

    عدت إلى المنزل لتجهيز نفسي للسفر ... بعد دقائق معدودة من وصولي المنزل رن هاتفي من قبل الأهل ... يطلبون مني العودة للمستشفى بالسرعة القصوى ... والسبب أن مدير مستشفى الأمير هاشم طبيب جراحة الأطفال العميد الطبيب ماجد الصرايرة وبعد حضوره وكشفه على يارا ... قرر إجراء العملية بنفسه ...

    وفعلا حضرت ، ودخلت عليه للسلام ، وجهه المبتسم ، كلماته الإنسانية ، قال لي " إطمئن يارا أمورها طيبة " ... صراحة شعرت وكأنني ملكت العالم وكأنه أعطاني دفعة معنوية كنت بحاجة لها ...

    دخلت يارا غرفة العمليات ... ولم يطل إنتظارنا 

    حتى خرج العميد الطبيب ماجد الصرايرة مشرقا بإبتسامته حاملاً القطعة المعدنية بيده ... ونادى علي وقال " أبو يارا ، تفضل هاي النص دينار تبعكم ، ما إلكم عنا إشي " ... سلم علينا وقال : الحمدلله يارا بخير ، وتمت الأمور على خير ، وستغادر بعد أن تستيقظ " ... غادر بعدها ملوحا بيده مردداً " الحمدلله على سلامة يارا " .

    خرجت يارا من العمليات ... وعاد قلبي لينبض بالحياة ، لأخر ساجداً شاكرا حامدا لله على ما أنعم علينا من فضله ورحمته .