الخدمات العلاجية

تعتبر الخدمات العلاجية من أهم واجبات الخدمات الطبية الملكية التي تقوم بها خدمة للمشمولين بنظام التأمين الصحي العسكري والمحولين من منتفعي نظام التأمين الصحي المدني والقطاع الخاص وكذلك غير الأردنيين المقيمين في الأردن، بالإضافة للأشقاء العرب المحولين من بلادهم للمعالجة في مستشفيات الخدمات الطبية الملكية طلبا للاختصاصات والمؤهلات  والإمكانات التي توفرها وكذلك للسمعة الطيبة التي تتمتع بها .

ونظرا لهذا الدور الملقى على عاتقها سعت الخدمات الطبية الملكية وما زالت لمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية في المجالات والتخصصات الطبية والفنية المختلفة ، حتى أصبحت في طليعة المؤسسات الصحية في المنطقة.

 في 17 أيار 1970 أجريت أول عملية قلب مفتوح في الأردن في مستشفى عمان العسكري (مجمع سمو  االأميرة عائشة بنت الحسين الطبي حاليا")، وفي 14 آب 1973 افتتحت شعبة لأمراض وجراحة القلب في مدينة الحسين الطبية ( مستشفى الحسين حاليا )، ونظرا لتطور وسائل تشخيص أمراض القلب، ومسايرة للتطور العلمي العالمي في هذا المجال ولاستيعاب الآلاف من مرضى القلب الذين تدفقوا على هذا الاختصاص من أردنيين وغيرهم فقد تم تأسيس مركز الملكة علياء لأمراض وجراحة القلب. ومع هذا التطور المتميز تطورت المهارات والكفاءات التشخيصية والفنية في هذا المجال ، ليتساوى هذا المركز مع مراكز طب القلب في العالم المتقدم وعلى أعلى المستويات. ومن إنجازات هذا التخصص المتميز، معالجة أمراض وتصلب شرايين القلب بواسطة البالون، وعمليات زراعة القلب التي بلغت 12 عملية كانت أولها في 9 آب 1985، وكذلك المعالجات العديدة لأمراض الشرايين وتوسيع الصمامات من خلال مختبر قسطرة القلب وبدون جراحة، ومعالجة اعتلال عضلة القلب باستخدام العضلة الظهرية المنبسطة، كما تم في هذا الصرح زرع الشبكة الأسطوانية في الشريان السباتي الأيسر الداخل بتاريخ 14 كانون ثاني 1997، وإغلاق فتحات خلقية بين الأذينين بدون تدخل جراحي وعن طريق القسطرة العلاجية بتاريخ 18 حزيران 1997 ولأول مرة في المنطقة وخامس دولة على مستوى العالم، وبتاريخ 27 تشرين ثاني 1997 تمت فيه أول عملية لزراعة القلب والرئة معا" وهي الأولى في الأردن وعلى مستوى المنطقة. وبتاريخ 31 آب 1998 ولأول مرة في الوطن العربي تم إجراء 3 عمليات لأمراض القلب الخلقية بدون جراحة وبثها إلى مؤتمر طبي في بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية. 

تمت أول عملية نقل كلية في الأردن بتاريخ 24 أيار 1972 في مستشفى عمان العسكري. وقد حقق برنامج زراعة الكلى نجاحا منقطع النظير خلال ثلاثة عقود ، فقد تم زراعة مئات الكلى لغاية الآن ، ويتطور هذا التخصص تطورا مطردا مع تطور البرنامج الجراحي والعلاجي في الخدمات الطبية الملكية.

وإضافة إلى أقسام الطوارئ المجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية ، وسيارات الإسعاف المجهزة لنقل وإخلاء المرضى والمصابين ، ومطارات لإقلاع وهبوط الطائرات العمودية، فان هناك دوائر متعددة باختصاصاتها المختلفة تعتبر في حد ذاتها دوائر تحويلية للمرضى من الأردن والدول العربية الشقيقة، كتخصصات جراحة الأعصاب والدماغ المتميزة ومعالجة أمراض الدم والأورام كإزالة الأورام السرطانية من مناطق الدماغ المختلفة وأورام أعصاب العين، وزراعة النخاع العظمي، وطب وجراحة الفم والأسنان وزراعة الأسنان، وتخصص العيون وبنك ترقيع القرنية ومركز المعالجة بأشعة الليزر وغيرها، وتخصص النسائية والتوليد وحواضن لأطفال الخداج وأجهزة الموجات فوق الصوتية، وتخصص الأشعة المجهز بأحدث الأجهزة للتصوير الطبقي المحوري وأجهزة الرنين المغناطيسي (MRI)، كذلك تخصص المختبرات والأنسجة الذي يقوم بإجراء كل الفحوص المخبرية اللازمة والتي يتطلبها العمل الطبي والبحث العلمي، وإضافة لما ذكر فان تخصص الجراحة بمختلف فروعه وكذلك الباطنية بمختلف فروعها تعمل على أسس علمية وتستخدم احدث الوسائل التشخيصية والعلاجية.

كما شمل هذا التطور النوعي كافة المجالات الطبية والفنية، في مجال معالجة إصابات الحروق، وتشوهات العمود الفقري، ومعالجة أمراض المفاصل وزراعتها، وإصابات النخاع الشوكي، وما يتبع ذلك من علاج طبيعي وتركيب الأطراف الاصطناعية والعلاج النفسي والتأهيل المهني والاجتماعي.


مجلة الخدمات

الطبية الملكية