• ضعف السمع عند الاطفال



  • 11/07/2019

    ضعف السمع عند الاطفال


    بقلم  نقيب طبيب أخصائي أنف وأذن و حنجره

    زيد أحمد العمري


    مع التطور العلمي والتقدم الطبي الذين وصلنا لهما ، أصبح ضعف السمع أو الصمم من الامور التي يمكننا اكتشافها وتشخيصها عند الاطفال ومنذ اليوم الاول للولادة، ولا شك ان بداية الطريق الى العلاج الناجح هو التشخيص السليم والمبكر، ولا ننكر ان هناك بعض المعضلات و الصعوبات التي تواجهنا في تشخيص ضعف السمع لدى الاطفال وحديثي والولادة في وقت مبكر وتتمحور في عدم انتباه الاهل لمشكله السمع عند طفلهم ، وكذلك عدم خبرة بعض الاطباء في اكتشاف تلك الحالات او اخذ ملاحظات الوالدين بشكل جدي من قبل الطبيب.

    وقد وجدت الدراسات المنشوره عالمياً ان ٥٠% من الاطفال ذوي الضعف السمعي الخلقي، يتم تشخيصهم بعد مرور العام الاول على الولاده، اي بعد مرور عام كامل دون ملاحظة الاهل بان طفلهم لا يستجيب للأصوات ، لذلك اتخذت كثير من دول العالم ومنها الاردن فحصاً اجبارياً لسمع حديثي الولاده.


    كما نعلم يعاني الاطفال المصابون بفقدان السمع من تأخر في تعلم المهارات المعرفيه، كالنطق و الحديث، مما يؤدي الى تأخر النمو الدراسي وكذلك يؤدي الى العزله الاجتماعيه ، ولذا يجب الوقايه من ذللك عن طريق التشخيص المبكر والعلاج المناسب


    أنواع ضعف السمع:

    يعد الصمم فقدان القدره على السمع في كلتا الاذنين او احداهما بشكل تام، ويعرف فقدان السمع ، بفقدان تلك القدره بشكلٍّ جزىي ، كما ينقسم ضعف السمع الى قسمين رئيسيين:

    أ‌. ضعف السمع التوصيلي، وهي مشكله تطال الاذن الخارجيه اوغشاء الطبله او الاذن الوسطى وما بها من مكونات، وفي اغلب الاحيان يمكن علاج هذه الحالات بالعلاجات الدوائيه او الجراحيه، ومثال ذلك التهابات الاذن الوسطى المزمنه.

    ب‌. ضعف السمع الحسي العصبي، وهو ضعف ينتج عادةً عن الاذن الداخليه او عصب السمع ، ويبقى هذا الضعف بشكل دائم ولا يمكن علاجه ، ويمكن تزويد المرضى بمعينات سمعيه لإعادة تأهيل قوة السمع عند المريض، ومثال ذلك ضعف السمع الناتج عن مرض السحايا

    كما يمكن ان يكون الصمم وراثياً ، وتزداد فرصة انجاب طفل اصم، في حالة اذا كان احد الوالدين او كلاهما اصماً منذ الولاده.

    من الممكن ان يحدث ضعف السمع قبل الولاده او خلالها، جراء عدة مشاكل منها

    الولاده المبكره قبل اتمام الاسبوع السابع والثلاثون

    نقص الاكسجين عند الطفل

    بعض الالتهابات عند الام اثناء فترة الحمل، مثل الزهري

    استخدام الادويه السامه على الاذن، وهي اكثر من ١٣٠ دواء ، ولذلك يجب على الحامل استشارة طبيبها قبل اخذ اي نوع ادويه اثناء فترة حملها 

    صمم اليرقان الذي يمكنه ان يتلف اي جزئ من العصب السمعي عند الاطفال.

    يمكن ان تؤدي بعض الامراض المعديه مثل السحايا ، النكاف ، الحصبه ، والالتهابات المزمنه التي تصيب الاذن الى الاصابه بضعف السمع وخاصةً في فترة الطفوله.

    يمكن لاستخدام الادويه السامه على الاذن من قبل الطفل نفسه ان تؤدي الى ضعف السمع الحسي اوالعصبي او كلاهما.

    وكذلك الاصابات الاصابات التي تحدث بالرأس يمكن ان تي الى ضعف في السمع ، ولا سيما الاعتلال العصبي السمعي في اي مرحله من المسار السمعي.

    درجات ضعف السمع عند الاطفال:

    تتراوح درجات ضعف السمع ما بين الخفيف، المتوسط، الشديد ، وضعف السمع العميق.



    أعراض ضعف السمع:

    تحريك الطفل رأسه للسماع بأذن واحده.

    عدم سماع الطفل للنداء ، وعدم الالتفات للحديث الموجه له.

    ظهور افرازات خارج الاذن مع وجود الآم متكرره في الاذن.

    ظهور علامات على وجه الطفل تدل على عدم استيعاب الكلام وضعف السمع

    التأخر في التحصيل الدراسي

    تفضيل العزلة.



    مضاعفات الإصابة بضعف السمع:

    1. تؤدي الإصابة بضعف السمع الى التأخر اللغوي لدى الطفل، وعدم قدرته على التواصل مع الآخرين بشكل طبيعي ، مما ينتج عنه من مشاكل اجتماعيه .

    2-تؤدي إلى تدني التحصيل الدراسي لدى الطفل

    3-مشاكل نفسية :حيث يعاني الطفل من الخجل الشديد كما يفضل العزلة


    الوقاية:

    يمكننا من خلال ما يلي الوقاية من حدوث ضعف السمع عند الأطفال :

    1.اخذ اللقاحات والمطاعيم(السحايا، الحصبة و النكاف)

    2.تلقيح النساء المقبلات على الحمل ضد الحميراء

    3.علاج الزهري قبل الحمل

    4.تلافي استخدام الأدوية السامة للاذن

    5.متابعة مستوى السمع للأطفال عند إصابتهم باليرقان

    6.ابعاد الطفل عن الصخب المفرط في الأماكن الترفيهية



    التشخيص

    وعند تشخيص ضعف السمع عند الأطفال يمر الاهل بأربع مراحل نفسية عند أخبارهم بذلك ثلاث مراحل تعتبر ضارة والرابعة هي المفيدة والمنتجة

    المرحلة الأولى : وهي مرحلة الصدمة :وتتميز بانفعالات عاطفية شديدة عند معرفتهم الخبر

    المرحلة الثانية : وهي مرحلة الانكار:وهو اسلوب دفاعي نفسي حيث يقنع الاهل أنفسهم أن طفلهم .يسمع بشكل سليم وربما وقع خطأ ب التشخيص

    المرحلة الثالثة : و هي مرحلة الغضب والتوتر

    عندما لا يتم البدء المبكر للعلاج وتعتبر جميع هذه المراحل من المراحل المؤخرة للعلاج وقد تطول أو تنقص هذه المراحل يتاء على النضج النفسي والاجتماعي لدى الاهل ولكنه يعتبر وقتا ضائعا بالنسبة للطفل

    المرحلة الرابعة وهي الرضا ويتم فيها قبول الحقيقة والتعاون مع الطبيب من أجل البدء بالعلاج


    العلاج المقترح:

    يتنوع علاج ضعف السمع من علاج طبي، جراحي أو تركيب السماعات الطبية الرقمية (التي وصلت بهذه الايام إلى درجة تقنية مذهلة)


    وتعتبر عملية تعويض السمع عن طريق السماعات الطبية أو عن طريق الجراحة كما في عملية زراعة القوقعة تعتبر من الأمور المعقدة التي تعتمد على تكنولوجيا متقدمة مبنية على فهم فسيولوجيا السمع والخلل الموجود في كل اعتلال وظيفي 

    ومما سبق نكتشف أن حاسة السمع والجهاز السمعي معرضا لكثير من الأخطار ويتطلب منا كمجتمع طبي و غير طبي التكاتف في التشخيص المبكر والعلاج للحفاظ على هذه الحاسة ليمكننا من تجنب المضاعفات الا قدر الله